يعتبر “اضطراب الشخصية الوسواسي القهري OCPD” أكثر اضطرابات الشخصية شيوعًا، ويقدر أن 2 إلى 7% من الناس مصابون به، ويختلف هذا الاضطراب عن اضطراب الوسواس القهري OCD وكثيرًا ما يتم الخلط بينهما خطأ. وفيما يلي نتعرف على هذا الاضطراب وأعراضه وطرق معالجته.
ما هو اضطراب الشخصية الوسواسي القهري OCPD؟
هو أحد اضطرابات الشخصية التي تتميز بالميل الشديد نحو المثالية والإتقان والتنظيم والأناقة والنظافة. ويشعر الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب بالحاجة الشديدة لفرض معاييرهم الخاصة على البيئة التي يعيشون ضمنها.
وكما ذكرنا يختلف هذا الاضطراب عن اضطراب الوسواس القهري، والذي هو أحد اضطرابات القلق، ولا يجوز الخلط بينهما. ولا يشعر المرضى المصابون باضطراب الشخصية الوسواسي القهري بوجود أية مشكلة في طريقة تفكيرهم أو سلوكهم، بل يشعرون بأنهم الوحيدين الذين يتصرفون أو يفكرون بشكل صحيح وأن بقية الناس مخطئين.
ما هو سبب الإصابة باضطراب الشخصية الوسواسي القهري؟
لا يوجد سبب محدد لهذا الاضطراب، ولكن ربما يكون ناتجًا عن مزيج من الأسباب الوراثية وتجارب الطفولة. وتظهر بعض الدراسات أن الإصابة بهذا الاضطراب ربما تبدأ بأعمار مبكرة، ويرجع ذلك ربما إلى شعور الطفل بالحاجة لأن يكون طفلًا مطيعًا بشكل مثالي، وتستمر هذه الحاجة لاتباع الأوامر والتعليمات حتى مرحلة البلوغ.
ويقدر أن الرجال يصابون بهذا الاضطراب أكثر من النساء بمعدل الضعف، ويشيع الاضطراب بنسبة 2 إلى 7% من مجمل سكان العالم. كما أن الأشخاص الذي يعانون من اضطراب نفسية أو ذهنية أخرى يكونون أكثر احتمالًا للإصابة باضطراب الشخصية الوسواسي القهري.
ما هي أعراض اضطراب الشخصية الوسواسي القهري OCPD؟
لا يتم تشخيص هذا الاضطراب إلا عندما تشكل أعراضه إعاقة لحياة المريض، وتشمل أعراض الاضطراب ما يلي:
- النزوع نحو المثالية إلى درجة تعيقه عن إكمال مهامه.
- التأنق بشكل صارم ورسمي.
- الاقتصاد الشديد في المال.
- الدقة المفرطة في المواعيد.
- الاهتمام الشديد بالتفاصيل.
- التفاني في العمل على حساب العلاقات الاجتماعية والعائلة.
- الاحتفاظ بأشياء بالية وغير مفيدة.
- عدم القدرة على الاشتراك في عمل مع الآخرين أو تكليفهم به بسبب الخوف من عدم أدائه بشكل صحيح.
- الالتزام الصارم بالقواعد والحاجة المفرطة للتنظيم.
- الالتزام الشديد بالقواعد الأخلاقية والاستقامة في طريقة القيام بالأمور.
كيف يمكن علاج اضطراب الشخصية الوسواسي القهري؟
كما ذكرنا سابقًا، لا يشعر الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب بوجود أي مشكلة في سلوكهم وأفكارهم ولا يحاولون تغييرها، بل يرون أن الآخرين على خطأ. لذلك لا بد من التعامل معهم بحكمة وتشجيعهم على استشارة المختصين وتلقي العلاج اللازم في حال دعت الحاجة لذلك.
توجد ثلاثة محاور أو طرق أساسية في علاج هذا الاضطراب، وربما يلجأ الطبيب النفسي أو المعالج إلى استخدامها سويًة لتحقيق الفعالية القصوى، وهي: